أخبار مصرية

في اليوم الدولى لمحو الأمية.. إستراتيجية اليونسكو لتعليم الكبار 2020-2025

نسبة الأمية في العالم العربي قدرت بنحو 24.6%

في مصر نسبة الأمية بين كبار السن «فوق 60 عامًا» نحو 63.4%

المنيا تتصدر محافظات مصر في نسبة الأمية بواقع 35.5%

اليوم العالمي لمحو الأمية.. يحتفل العالم في الثامن من سبتمبر كل عام باليوم العالمي لمحو الأمية وذلك من أجل التوعية بأهمية محو الأمية وتعزيز جهود القضاء عليها في جميع أنحاء العالم.

تعد مشكلة الأمية من أخطر المشكلات التي تعانى منها دول العالم خاصة الدول النامية، وما يترتب عليها من آثار سلبية على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والبيئي، فهي بمثابة داء يقضى على الاستثمارات والخطط الاقتصادية للمجتمعات ويعيق تقدمها ويعرقل مسيرة التنمية وبرامج الإصلاح بها.

فالأمية مشكلة تحول بين الإنسان والحياة فالشخص الأمي قوة معطلة لا يمكنه التعامل مع آليات الإنتاج الحديثة ولا يمكنه تنفيذ خطط التنمية خاصة أن الأمية أصبحت لا تقتصر فقط على جهل أساسيات القراءة والكتابة بل شملت الأمية الرقمية والتكنولوجية في ظل تطورات تقنية متلاحقة تعيشها شعوب الأرض كافة.

ولا يزال ما لا يقل عن 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير ملمين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة حتى يومنا هذا لذا فإن الحاجة ملحة لطرح استراتيجيات وبرامج مبتكرة لمحو الأمية، خاصة أن محو الأمية هو أساس التعلم مدى الحياة، بل هو جزء لا يتجزأ ليس فقط من الحق في التعليم، ولكن في الحق في الحياة.

المفهوم العام للأمية

الأمية هي حالة عدم القدرة على القراءة والكتابة وفهم المعلومات الأساسية.

وتعتبر الأمية تحديا كبيرا في العديد من أنحاء العالم، حيث يواجه الملايين من البالغين والأطفال صعوبة في الوصول إلى التعليم الأساسي واكتساب المهارات الأساسية.

ولا يزال ما لا يقل عن 773 مليون شخص من الشباب والكبار غير ملمين بالمهارات الأساسية للقراءة والكتابة حتى يومنا هذا.

وتنتج الأمية عن عدة عوامل مثل الفقر والتمييز ونقص الفرص التعليمية والظروف الاجتماعية.

1967.. البداية

أعلنت «اليونسكو» في دورتها الرابعة عشر أثناء مؤتمرها العام في أكتوبر 1966 اختيار يوم 8 سبتمبر من كل عام يوما دوليا لمحو الأمية.

وجاءت فكرة هذه المناسبة الدولية نتاج فعاليات المؤتمر العالمي لوزراء التربية الذي عقد بشأن محو الأمية في العاصمة الإيرانية طهران في يومي 18 و 19 سبتمبر 1965.

وخلص التقرير الختامي للمؤتمر إلى «ضرورة تغيير السياسات الوطنية التعليمية لتحقيق التنمية في العالم الحديث، واستقلال عدد كبير من البلدان، والحاجة إلى تحرر الشعوب تحررا حقيقيا، ولضمان المشاركة الفاعلة والمنتجة في الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الإنسان، خصوصا في ظل وجود مئات ملايين البالغين من الأميين في العالم».

وتم الاحتفال باليوم الدولي لمحو الأمية لأول مرة في 8 سبتمبر عام 1967، بغرض تذكير المجتمع الدولي بأهمية التعلم للأفراد والمجتمعات ولتأكيد الحاجة إلى تكثيف الجهود المبذولة نحو الوصول إلى مجتمعات أكثر إلماما بمهارات القراءة والكتابة.

ومنذ عام 1967 تمنح جوائز اليونسكو الدولية لمحو الأمية لتكريم الإسهامات الجليلة التي قدمتها مؤسسات ومنظمات وأفراد في مضمار محو الأمية ودعم الممارسات الفعالة لمحو الأمية، فضلا عن تشجيع النهوض بالمجتمعات.

أهمية محو الأمية والقضاء عليها

يعد اليوم الدولي لمحو الأمية فرصة للحكومات ومنظمات المجتمع المدني لإبراز التحسينات التي طرأت على معدلات الإلمام بالقراءة والكتابة، وللتفكير في بقية تحديات محو الأمية الماثلة أمام العالم.

وقضية محو الأمية هي عنصر جوهري في أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة وجدول أعمال الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة.

ويعتبر اليوم الدولي لمحو الأمية فرصة لرفع الوعي حول مشكلة الأمية وأثرها على الفرد والمجتمع من خلال الحملات التوعية والفعاليات المخصصة، يمكن تسليط الضوء على الحاجة الماسة للعمل على مكافحة الأمية.

كما يشجع اليوم الدولي لمحو الأمية على البحث عن أساليب جديدة وإبداعية لمكافحة الأمية ويلهم الأفراد والمؤسسات على تطوير أساليب تعليمية فعالة ومبتكرة لاكتساب مهارات القراءة والكتابة

ويعمل التعلم ومحو الأمية على تعزيز النمو الشخصي والتنمية المهنية للأفراد لجعلهم أكثر تأهيلا للوظائف الأفضل والفرص التعليمية.

كما يرتبط محو الأمية بتعزيز وتوفير صحة أفضل فالأشخاص الذين يتعلمون كيفية قراءة المعلومات الصحية يكونون أكثر قدرة على العناية بصحتهم وصحة أسرهم.

ويعزز محو الأمية التنمية الاقتصادية للدول فالأفراد الذين يمكنهم المساهمة في الاقتصاد بشكل أفضل يعززون نمو الاقتصاد الوطني والعمل على الحد من الفقر.

استراتيجية اليونسكو لمحو أمية الشباب والكبار 2020-2025.

اليوم العالمي لمحو الأمية
اليوم العالمي لمحو الأمية

اعتمدت الدول الأعضاء لدى اليونسكو، خلال الدورة الأربعين للمؤتمر العام استراتيجية جديدة لمحو أمية الشباب والكبار 2020-2025.

تعد هذه الاستراتيجية بمثابة بوصلة تسترشد بها اليونسكو في الجهود التي تبذلها فوق كل أرض وتحت كل سماء من أجل تعزيز محو الأمية بين الشباب والكبار.

تتمحور استراتيجية محو الأمية الجديدة التي وضعت من خلال عملية شاملة وتشاركية تضمنت عقد مشاورات مع 80 دولة من الدول الأعضاء، والجهات الشريكة وتنظيم اجتماع للخبراء حول أربع مجالات عمل استراتيجية ذات أولوية، وهي:

دعم الدول الأعضاء في صياغة سياساتها واستراتيجياتها الوطنية لمحو الأمية

تلبية احتياجات التعلم لدى الفئات المحرومة، ولا سيما من النساء والفتيات.

تسخير التكنولوجيات الرقمية لتوسيع نطاق الانتفاع بالتعلم وتحسين نتائجه.

رصد التقدم المحرز وتقييم مهارات الإلمام بالقراءة والكتابة وبرامج محو الأمية.

من شأن الاستراتيجية تيسير الدعم الموجه والمنسق الذي تقدمه اليونسكو للبلدان والشعوب من أجل تذليل أضخم العقبات التي تعوق محو الأمية في العالم.

أرقام صادمة في الدول العربية

يشير التقرير الاقتصادي العربي الموحد 2022 الصادر عن صندوق النقد العربي إلى أن نسبة الأمية بين البالغين (15 سنة وما فوق) قدرت في الدول العربية بنحو 24.6 % وهي بذلك تفوق مثيلاتها في جميع الأقاليم في العالم، باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء، حيث بلغت نحو 33.9 %.

ووفق التقرير سجل معدل الأمية بين البالغين في عام 2020 تزايدا عما كان عليه خلال عام 2010 في قطر، وتونس، والسودان، والقمر، وموريتانيا.

وفي المقابل سجل هذا المعدل تراجعا ملحوظا في معظم الدول العربية الأخرى خلال الفترة بين 2010 و2020، حيث انخفض إلى النصف في الأراضي الفلسطينية والكويت، وإلى نحو الربع في كل من الإمارات والأردن والسعودية.

ولا تزال التحديات التي تواجه محو الأمية ماثلة بالرغم من التقدم المحرز.

مؤشرات الأمية في مصر

تعد ظاهرة الأمية من أقدم الظواهر الاجتماعية في المجتمع المصري ومن أكثر المشكلات تعقيدا لتعدد وتشابك أبعادها وأشدها تأثيرا في تدني نتائج برامج وخطط التنمية بشكل عام.

تأتي أبرز مؤشرات المشكلة على النحو التالي وفقا للإحصاءات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء:

بلغت نسبة الأمية 17.9% (10 سنوات فأكثر) عام 2021، وهي الأقل منذ 45 عاما، وذلك وفقا لبيانات مسح القوى العاملة لعام 2021.

تقع نسبة الأمية الأكبر بين كبار السن حيث سجلت الفئة العمرية (60 سنة فأكثر) أعلى نسبة بين الأميين بنسبة 63.4% وانخفضت نسبة الأمية بين الأفراد الأقل من 45 سنة لتصل إلى 17.2%.

انخفضت نسبة الأمية بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين (15:35 ) سنة إلى أقل من 16.1% من بين الأميين ، في حين سجلت الفئات العمرية الصغيرة (أقل من 20 سنه) 6.6% كأدنى نسبة للأميين فى تعداد 2017.

بلغ معدل الأمية للذكور 21.2% مقابل 30.8% للإناث في عام 2017 ، بنسبة انخفاض قدرها 1.2 % للذكور ،6.5 % للإناث مقارنة بتعداد 2006.

سجلت محافظات الصعيد أعلى معدلات الأمية في مصر، حيث تصدرت المنيا أعلى معدلات الأمية بنسبة بلغت 37.2% .

سجلت محافظات الحدود أقل معدلات الأمية حيث تعد محافظات البحر الأحمر الأقل في معدلات الأمية بنسبة بلغت 12% في تعداد 2017.

تقع مصر في المرتبة السابعة على مستوى الدول العربية والـ23 إفريقيا والـ32 عالميا في معدلات الأمية.

وفى أحدث إحصاء أصدرته الهيئة العامة لتعليم الكبار حول نسب الأمية فى محافظات الجمهورية حتى 30/9 عام 2022 مع إضافة نسب التسرب للفئة العمرية من (15 عاما فأكثر) كانت النتائج كالتالي:

تصدرت المنيا محافظات الجمهورية في نسبة الأمية بواقع 35.5% تليها محافظة أسيوط بواقع 33.9% ثم الفيوم بواقع 33.6% ثم البحيرة بنسبة 32.8%.

جاءت المحافظات الحدودية الأقل في نسب الأمية وتصدرت ذلك محافظة جنوب سيناء بواقع 7.9% تليها محافظة الوادي الجديد بواقع 9.1% والبحر الأحمر بواقع 9.5% .

أظهرت النتائج أيضا تفاوتا كبيرا في نسب الأمية بين الذكور والإناث فقد بلغ إجمالي الأميين من الذكور على مستوى كافة المحافظات 19.9% وبلغت نسبة الإناث 29%.

وتشير هذه النتائج إلى أن محافظات الصعيد هي الأعلى في معدلات الأمية وربما يعود ذلك إلى زيادة معدلات الفقر في هذه المحافظات ونقص أعداد المدارس وهو ما يؤدى إلى زياد نسب تسرب الأطفال من التعليم وإلحاقهم مبكرا بسوق العمل حتى يكونوا أحد مصادر الدخل للأسرة.

أما فيما يتعلق بانخفاض معدلات الأمية في المحافظات الحدودية فيعود ذلك بشكل أساسي إلى انخفاض عدد السكان الإجمالي بهذه المحافظات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى