عربي ودولى

قيادي بحماس: لن نستسلم.. واسألوا غاندي

موسى أبو مرزوق
موسى أبو مرزوق

كتب- وائل عبد الحميد

“الخيار الأسهل ربما يتمثل في التخلي عن المقاومة وقبول إسرائيل، ولكننا نرى الحقيقة في كلمات المناضل الهندي الراحل المهاتما غاندي الذي قال إن الطريق الصحيح هو الأكثر صعوبة دائما”.. جاء ذلك على لسان موسى أبو مرزوق رئيس مكتب العلاقات الدولية التابع لحركة “حماس” في سياق حوار مع مجلة فرونت لاين الهندية أمس الجمعة.

وقال أبو مرزوق: “المشهد لم يبدأ في 7 أكتوبر، لكن أصل المشكلة هي الاحتلال الذي يمتد لعقود، وارتكب خلاله مئات المجازر ضد شعبنا. إسرائيل تقتل شعبنا يوميا في وجود أو غياب المقاومة. حصار قطاع غزة مستمر منذ 17 عاما”.

وتابع: “نحن حركة تحرير تقاتل محتلًا مدعومًا من البلدان الغربية. نريد الحرية لأننا لا نقبل أن نعيش تحت الاحتلال مثلما رفض الشعب الهندي الاحتلال البريطاني واستطاع طرده في نهاية المطاف”.

وردا على سؤال حول قتل حماس مدنيين في عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر، أجاب أبو مرزوق: “هناك سرد إسرائيلي زائف يتعلق بقتل المدنيين. نحن لم نقتلهم وفقا لشهادة إسرائيليين أنفسهم عايشوا الأحداث. بعض الفيديوهات تثبت أن مقاتلينا اعتنوا بأطفال إسرائيليين. لقد قالت امرأة إسرائيلية إن مقاتلا فلسطينيًا استأذنها حتى يأخذ ثمرة موز ويأكلها. هل يمكن لشخص يطلب الإذن حتى يأكل أن يقتل مدنيين؟”.

وحول إذا ما كانت هجوم حماس يستهدف عرقلة اتفاقيات التطبيع العربي مع الكيان الصهيوني، قال القيادي بالحركة الفلسطينية: “هذه الاتفاقيات لا تحتاج إلى هجوم لأنها لا تعبير عن وجهة نظر الشعب العربي. هذه الشعوب ترفض التطبيع. مصر الأردن مثلا أبرما اتفاقيتي سلام مع إسرائيلي قبل أكثر من 40 عاما لكن شعبيهما ما يزالا يرفضان بقوة الاحتلال. نحن لا نخشى هذه الاتفاقيات لأنها ستسقط من تلقاء ذاتها”.

وحول موقف حماس من دعم الغرب للكيان الصهيوني، قال أبو مرزوق: “عندما استعمرت بريطانيا الهند كانت القوة العظمى في العالم ولكن الشعب الهندي قاوم الاحتلال. لقد حاولنا انتهاج الطريق السلمي لمدة 30 عاما، ووقعت فتح اتفاقية أوسلو. لكن ماذا كانت النتيجة؟ لماذا لم نحصل على دولة فلسطينية كما وعدونا؟ لقد أصبحت الضفة الغربية جزرًا معزولة بسبب المستوطنات وكذلك غزة محاصرة”.

وحول اتهامات موجهة لحماس بعدم اهتمامها بتطوير القطاع الفلسطيني، قال أبو مرزوق: “أسمع تصريحات غريبة مفادها إننا كنا نستطيع تحويل غزة إلى سنغافورة أخرى لكننا اخترنا تحويلها إلى ساحة قتال. هل يمكنك بناء مشروع اقتصادي واحد ناجح في مكان يمتلئ باللصوص والعصابات الإجرامية؟ الخطوة الأولى من أجل الرخاء هي التخلص من المجرمين وبناء الدولة. نحن نريد العيش في رخاء. ولكن هل يمكن بناء دولة مزدهرة بينما تقبع تحت وطأة احتلال؟”
وتابع: “الطرف الذي بدأ الحرب هو الذي احتل أرضي وطرد شعبي وحاصرني. لقد استهدفت عملية طوفان الأقصى الجيش الإسرائيلي، وهو أمر يندرج تحت إطار المقاومة المشروعة لأي احتلال. سوف نواصل مقاومتنا حتى نحصل على حريتنا التي ستكون نهاية لهذه المباراة”.

قيادي حماس أشار إلى أن المقاومة الفلسطينية تأسست قبل الثورة الإيرانية مضيفا أن الحركة ترحب بأي شكل من أشكال دعم سواء من طهران أو أي طرف آخر.

وانتقد أبو مرزوق الموقف الحالي للحكومة الهندية الداعمة للكيان الصهيوني على حساب فلسطين معتبرا أن هذا الوضع يضر بمصالح نيودلهي، وبمثابة انقلاب على الإرث التاريخي للعلاقات الهندية مع الشعب الفلسطيني والبلدان العربية.

وردًا على سؤال حول إذا كان من الممكن أن تقبل حماس تعايش الكيان الصهيوني مع الكيان الصهيوني من أجل السلام، قال أبو مرزوق: “أنت هكذا تسأل الحمل هل يوافق على العيش مع الذئب. ينبغي أن توجه هذا السؤال للقوة التي تمتلك أكثر الأسلحة تطورا في الشرق الأوسط لأن هذا هو أساس المشكلة. نحن كفلسطينيين نريد تطبيق خيار اتفاقية أوسلو وحل الدولتين”.

وحول الادعاءات بأن الانقسام بين الفلسطينيين يعرقل جهود السلام، قال قيادي حماس: “هذا أمر مثير للسخرية. لأن الانقسام الفلسطيني حدث عام 2006 بعد 6 عقود من تأسيس إسرائيل . لما لم يدعم العالم حرية الشعب الفلسطيني طيلة هذه العقود؟”

وشم جيش الاحتلال ضربات حملة عسكرية وحشية ضد غزة راح ضحيتها الآلاف، معظمهم من النساء والأطفال.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية الأمريكية إن ما يحدث في غزة بمثابة جرائم حرب وطالب بمعاقبة المسؤولين عن اقتراف هذه الممارسات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى