كيف توسعت مصر عمرانيا خلال 10 سنوات.. السر في 13 مدينة
30 مليون مواطن في المدن الجديدة.. إنقاذ القاهرة من كارثة النمو السكاني
شرعت الحكومة المصرية خلال السنوات الماضية على زيادة المساحة العمرانية، من خلال بناء العديد من مدن الجيل الرابع، والتي كانت بدايتها في عام 2018، وذلك ضمن خطة الدولة في زيادة المساحة المعمورة والتقليل من التكدس السكاني في المدن الرئيسية كالقاهرة الكبرى، من خلال تحول المدن الجديدة إلى مراكز لادارة الأعمال داخل الدولة.
وكانت خطة الحكومة مبنية على أرقام الزيادة السكنية، والتي مثلت شبح مخيف لبعض المناطق، كالدلتا والقاهرة الكبرى، خاصة أن وزير الإسكان، عاصم الجزار، أكد أن الزيادة السكانية خلال العام الماضي تراوحت بين 2 وحتى 2.5 مليون نسمة.
وعند فحص هذه الأرقام، أكد الوزير أن الدولة المصرية تحتاج إلى زيادة الوحدات السكانية إلى مليون وحدة، خاصة بعد نجاح التجرة من مدن الجيل الأول في استقطاب المواطنين، بسبب سعر المتر المرتفع في وسط المحافظات المختلفة.
تضاعف المساحة العمرانية خلال 10 سنوات
ووفقًا لتصريحات سابقة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أدلى خلال بيان رسمي بتاريخ 23-3-2023، بأن المساحة العمرانية في مصر قبل 5 سنوات كانت لا تتجاوز 7%، بينما وصلت اليوم إلى 12%.
كما تحدث وكيل ومجلس النواب محمد أبو العينين عن المساحة العمرانية خلال شهر يوليو 2023، حيث قال في تصريحات تليفزيونية، بأن مصر خلال الـ10 سنوات القادمة تستهدف إلى وصول المساحة العمرانية إلى 23%.
607 مليارت جنيه لـ مليون وحدة
وفي التصريحات الأخيرة عن تكلفة إنشاء مليون وحدة في المدن الجديدة، فكشف وزير الإسكان، عاصم الجزار، بأن التكلفة وصلت إلى 607 مليارات جنيه، لـ أكثر من مليون و50 ألف وحدة، كان أكثرها من نصيب برنامج الإسكان الاجتماعي.
مدينة العاصمة الإدارية الجديدة
لم يكن اختيار موقع العاصمة الإدارية الجديدة محض الصدفة، بل كان اختيار متأني بسبب قربها من مناطق التنمية الجديدة، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 170 ألف فدان، على أن يكون المرحلة الأولى من المدينة 40 ألف فدان، وأهم مشروعاتها «حي المال والأعمال – الحي السكني الثالث – الحي السكني الخامس – النهر الأخضر»، كما تخطط الحكومة أن تضم العاصمة الإدارية نحو 6.5 مليون نسمة، ما يقرب من 8% من عدد سكان مصر الحالي.
مدينة العلمين الجديدة
جاء اختيار مدينة العلمين الجديدة وفقًا لنظرة اقتصادية بحتة، حيث الساحل المتميز للبحر المتوسط، يجعل منها مركز حضري إقليمي يوفر أساس اقتصادي قوي في المنطقة، بالإضافة لقربها من مناطق التنمية الواعدة، حيث يبلغ مساحتها حوالي 194.78كم، ومستهدف أن يعيش على هذه المساحة نحو حوالي مليوني نسمة.
المدن الجديدة في الصعيد
كانت تواجهات الحكومة واضحة منذ بداية التخطيط للتوسع العمراني، حيث عملت على التوسع في إنشاء المدن الجديدة في الصعيد المصري، والذي وفقًا للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فإن الصعيد المصري يتمركز به أكثر من 40% من سكان مصر، لذلك كانت هناك حاجه لازمة لتوسيع الرقعة السكانية.
ضمت المرحلة الأولى من المدن الجديدة في الصعيد 7 مدن تصنف من الجيل الرابع، من بينها مدينة الفشن الجديدة بمحافظة بني سويف، والتي تصل مساحتها إلى 18 ألف فدان، على أن تضم 200 ألف نسمة «مخطط».
وعن المرحلة الثانية، كان من نصيب محافظة المنيا، فصدر قرار رئاسي بإنشاء مدينة ملوى الجديدة بمساحة تبلغ 18.4 ألف فدان، ومخطط لها أن تضم ربع مليون نسمة. لم تنس الحكومة المصرية محافظة أسيوط والتي تضم أكثر من 4.5 مليون نسمة، فعملت على إنشاء مدينة غرب أسيوط على مساحة 16 ألف فدان، ومخطط لها أن تستوعب 345 ألف نسمة.
مدن جنوب الصعيد الجديدة
وعن مدن جنوب الصعيد، فجاءت مدينة غرب قنا، التابعة للمحافظة، على مساحة 8.9 ألف فدان، ومخطط لها أن تستوعب 55 ألف نسمة، كما أنشات الحكومة المصرية مدينة أسوان الجديدة التابعة للمحافظة السياحية، وذلك على مساحة 22 ألف فدان، على أن تستوعب 10 آلاف نسمة، كما جاءت محافظة الأقصر ليتم إنشاء مدينة الأفصر الجديدة على مساحة 9.6 ألف فدان، وتستوعب 8 آلاف نسمة.
مدينة أكتوبر الجديدة
وفقًا لاحصائيات 2014، فإن مدينة أكتوبر ضمت ما يزيد عن 400 ألف نسمة، لذلك خططت الحكومة المصرية في بناء مدينة تحمل نفس الإسم والتي تقع على مدينة الواحات من الكيلو 47 حتى الكيلو 72، وهى من مدن الجيل الرابع، والتي تتبع محافظة الجيزة، على مساحة 78100 فدان، مُخططة أن تساع تلك المدينة ما يقرب من 5 مليون نسمة.
مدينة المنصورة الجديدة
أخذت الحكومة في اعتبارها عن التوسع في شمال شرق القاهرة الكثافة السكانية في بعض المدن، من بينهما مدينة المنصورة، والتي بلغ عدد المدينة حوالي 440 ألف نسمة، وهو يمثل رقم ضخم، بالنسبة لمساحة المدينة، خاصة بأنها ليست محافظة ولكنها تندرج تحت محافظة الدقهلية. فشرعت الحكومة على إنشاء مدينة المنصورة الجديدة على مساحة 5100 فدان، حيث من المخطط أن يصل عدد سكانها إلى 680 ألف نسمة.
مدينة الإسماعيلية الجديدة
وبالنسبة لمدن القناة، كان لمحافظة الإسماعلية، نصيب من التوسع العمراني، فبنّت الحكومة مدينة الإسماعيلية الجديدة، بمساحة تصل إلى 2157 فدانا.
مدينة العبور الجديدة
وعن 7 أكثر المحافظات سكانًا في مصر، انشأت الحكومة المصرية مدينة العبور الجديدة بمساحة 58914 فدان، ومن المتوقع أن يقطنها ما يقرب من 3 مليون نسمة، حيث جاري تنفذ المرحلة الأولى على مساحة 2600 فدان، حيث تحتوي على : «إسكان إجتماعي ومتوسط وفوق المتوسط».
30 مليون مواطن في المدن الجديدة
تهدف الحكومة المصرية أن تستوعب تلك المدن الجديدة أكثر من 30 مليون نسمة، وهو ما يقترب من أكثر من 28% من سكان مصر الحالي، وذلك لمواجهة الزيادة السكانية المتوقعة، وإنقاذ القاهرة والمحافظات من خطر الزيادة السكانية والتكدس المروري.