رحلة في التاريخسلايدر

لغز الرحلة 990.. هل كان مساعد الطيار ضحية أم جاني؟

صورة تمثيلية للطائرة المنكوبة في مطار زيورخ الدولي في 22 أكتوبر 1999 (تقريبا قبل 9 أيام من الحادثة)
صورة تمثيلية للطائرة المنكوبة في مطار زيورخ الدولي في 22 أكتوبر 1999 (تقريبا قبل 9 أيام من الحادثة)

كتب: مهند سليم

في ليلة خريفية هادئة، بتاريخ 31 أكتوبر 1999، انطلقت الرحلة 990 التابعة لشركة مصر للطيران من مطار جون إف كينيدي في نيويورك متجهة إلى القاهرة. لم تكن الرحلة عادية، بل كانت تحمل في طياتها أحداثًا غامضة وصادمة جعلت منها واحدة من أكثر الحوادث الجوية إثارة للجدل في تاريخ الطيران.

تفاصيل الحادث

كانت الطائرة من طراز بوينغ 767 وعلى متنها 217 راكبًا. بعد وقت قصير من إقلاعها، تحديدًا بعد حوالي ساعة، بدأت الطائرة في الانحدار بشكل حاد وسريع. وعلى الرغم من محاولات الطيار المساعد لاستعادة السيطرة، انتهت الرحلة بسقوط الطائرة في المحيط الأطلسي قبالة سواحل نانتوكيت، ماساتشوستس، مما أسفر عن وفاة جميع من كانوا على متنها.

التحقيقات

التحقيق الأمريكي

أعدت هيئة سلامة الطيران الأمريكية تقريرًا يفترض أن مساعد الطيار المصري، جميل البطوطي، تعمد الانتحار وإسقاط الطائرة، مستندة إلى عبارة “توكلت على الله” التي سجلها الصندوق الأسود. هذا الافتراض جعل شركة مصر للطيران المسؤولة عن التعويضات وأضر بسمعتها كخط طيران عالمي، بينما أُخليت المسؤولية عن أجهزة الأمن الأمريكية.

خلص تقرير مجلس سلامة النقل الوطني، بدعم من إدارة الطيران الفيدرالية ومكتب التحقيقات الفيدرالي وشركة بوينغ وخفر سواحل الولايات المتحدة، إلى أن السبب وراء الحادث هو مدخلات التحكم في الطيران من البطوطي، ما أدى إلى إسقاط الطائرة عمدًا.

أشار التقرير إلى أن البطوطي كان لديه ابنة تحتاج إلى علاج طبي مكلف، وكانت الشركة تغطي تكاليف علاجها طالما كان موظفًا. وفي حال إقالته، لن تحصل ابنته على العلاج، أما إذا مات أثناء العمل، فستحصل عائلته على التأمين الطبي.

أفاد أصدقاء البطوطي وأقاربه بأنه كان متدينًا وذو أخلاق حسنة، وله خمسة أطفال. عمل البطوطي كطيار بشركة مصر للطيران منذ عام 1987، وقبلها كان طيارًا في سلاح الجو المصري، بمجموع 15 ألف ساعة طيران، منها أكثر من ثلثها على طائرات بوينغ 767. كما قام بتدريب العديد من الطيارين خلال سنوات خدمته.

أشار شهود عيان، مثل أحد الطيارين الألمان، إلى رؤيتهم جسم غريب يمر بالقرب من الطائرة المصرية قبل الكارثة بوقت قصير، ما يثير احتمال تعرض الطائرة لهجوم. كما زعم وليد، ابن شقيقة البطوطي، أن الطائرة كانت مستهدفة لوجود وفد عسكري هام وخبراء في الذرة والنفط على متنها.

التحقيق المصري

وهناك تقرير علمي مصري أعده د. محمد إبراهيم معوض يفيد بأن تأخر الطائرة عن الإقلاع لمدة ساعتين يشير إلى تخطيط مسبق لتفجير الطائرة. تأخر الإقلاع أدى إلى عدم إدراجها على خريطة الرحلات، مما جعل سلطات المطار تسمح بالإقلاع قبل وصول الموافقة على إدراجها. هذه الحالة جعلت الطائرة غير مدرجة على كمبيوتر وسائل الدفاع الجوي، فتعاملت معها كطائرة معادية وأطلقت عليها الصواريخ لإسقاطها.

كما أشار التقرير إلى أن الطائرة تعرضت لإعاقة إلكترونية أدت إلى انحرافها عن خط السير العادي، ولم يتم تصحيح المسار بواسطة محطة التوجيه والمتابعة الأرضية، إما بسبب تعمد عدم التصحيح أو التشويش على وسائل الاتصالات بين الطيار والمحطة الأرضية. أكدت الهيئة ذلك ببيانات قطعت الاتصال بين الطائرة والمحطة الأرضية قبل تحطمها بثلاث دقائق، وهي الفترة الكافية لدخول الطائرة منطقة التدمير واشتباك صواريخ الدفاع الجوي معها وتفجيرها.

النظريات والتكهنات

بعد مضي سنوات على الحادث، ما زالت النظريات تتراوح بين العطل الفني والعمل الإرهابي والانتحار. بعض النظريات تشير إلى أن الطائرة قد تكون تعرضت لعطل في النظام الهيدروليكي، بينما تؤكد أخرى أن السبب يعود إلى خلل في التصميم نفسه للطائرة من طراز بوينغ 767.

أثر الحادث

ترك حادث الرحلة 990 أثرًا عميقًا على عائلات الضحايا وعلى شركة مصر للطيران نفسها، حيث شهدت تراجعًا في عدد الركاب وفقدان الثقة بين العملاء. كما أثر الحادث على العلاقات الدبلوماسية بين مصر والولايات المتحدة، حيث تبادلت الدولتان الاتهامات بشأن أسباب الحادث ونتائج التحقيقات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى