مصر تنعي صديقها البابا فرنسيس.. زائر الأزهر والكنيسة وداعم السلام مع السيسي

أعلن الفاتيكان صباح اليوم الاثنين، 21 أبريل 2025، وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وكان البابا قد عانى خلال الأشهر الأخيرة من أزمات صحية متلاحقة، شملت صعوبات تنفسية والتهابات رئوية، استدعت نقله إلى مستشفى “جيميلي” في روما لتلقي العلاج، إلى جانب مشكلات صحية أخرى في القولون والبطن وصعوبات في الحركة.
زيارة تاريخية إلى مصر
في أبريل 2017، سجّل البابا فرنسيس زيارة تاريخية إلى مصر، جاءت في وقت بالغ الحساسية بعد تفجيرات استهدفت الكنائس القبطية.
التقى خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.
خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في القاهرة، أشاد البابا بدور مصر في محاربة الإرهاب قائلًا: “مصر تبني بيد وتحارب الإرهاب باليد الأخرى”، وأكد التزامه بتعزيز الحوار بين الأديان ورفض العنف باسم الدين.
كما وصف مصر بأنها “أرض اللقاء بين السماء والأرض”، مشددًا على أهمية التعايش السلمي بين جميع الأديان والثقافات.
لقاءات الوحدة الإنسانية
لم تقتصر زيارة البابا فرنسيس على اللقاءات السياسية، بل كانت لها أبعاد روحية وإنسانية أيضًا، حيث زار مشيخة الأزهر بدعوة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب.
وشهد اللقاء إعلان “وثيقة الأخوة الإنسانية”، أول ميثاق إنساني بين المسلمين والمسيحيين في العصر الحديث، والتي أكدت أهمية الحوار كوسيلة لتحقيق السلام العالمي.
وفي لفتة رمزية، عانق البابا فرنسيس شيخ الأزهر واصفًا إياه بـ”أخيه الأكبر”، في مشهد عبر عن عمق الروابط الإنسانية بين الديانتين.
علاقات وطيدة مع الكنائس الشرقية
عُرف البابا فرنسيس بعلاقته المميزة مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، خاصة مع البابا تواضروس الثاني.
حيث حرص على لقاءه لأول مرة عام 2013 في الفاتيكان، في لقاء جمع بين الرمزية التاريخية والرسائل الروحية، ثم جدد اللقاء خلال زيارته إلى مصر عام 2017.
إرث البابا فرنسيس
يُعد البابا فرنسيس أول بابا من أمريكا اللاتينية، وقد تميزت فترة بابويته بالاهتمام بالفقراء والمهمشين، والدعوة إلى العدالة الاجتماعية، والدفاع عن قضايا اللاجئين، بالإضافة إلى دعمه القوي لحوار الأديان.
أعلن الفاتيكان أن فترة حداد رسمية ستستمر تسعة أيام قبل بدء التحضيرات لانتخاب بابا جديد للفاتيكان.
رحيل البابا فرنسيس يمثل خسارة للكنيسة الكاثوليكية وللعالم، حيث ترك إرثًا إنسانيًا كبيرًا يتمثل في نشر قيم السلام، والحوار، والتسامح بين مختلف الشعوب والأديان.